العين
يساعد النظر على التعرف على العالم من حولنا أكثر
من أي حاسة أخرى، ففي نظرة خاطفة تستمر لأجزاء من الثانية فقط تعمل العين مع
الدماغ لإعطاء فكرة عن حجم وشكل ولون جسم معين مشاهَد، بالإضافة إلى الإخبار عمّا
إذا كان متحركاً أو واقفاً، ومقدار بعده ومعدل سرعة حركته إذا كان متحركاً. وتُعدّ
العين صغيرة الحجم مقارنة بأغلب الأعضاء الأخرى، ولكنّها مع ذلك معقدة التركيب
بشكل مذهل، ولديها القدرة على التكيف مع تغير البيئة باستمرار؛ كمثل تأقلمها عند
الانتقال من مكان مظلم إلى مكان مضيء.
. ومن المعروف أنّ أجزاء العين دقيقة جداً، ويقوم
جسم الإنسان بحمايتها بعدة طرق؛ إذ إنّ كُرة العين موجودة في محجر العين (بالإنجليزية:
Orbit) في الجمجمة وبالتالي فهي محاطة بالعظم، كما أنّ
الجزء الظاهر منها محمي بالجفن (بالإنجليزية:
Eyelids) بالإضافة إلى الرموش (بالإنجليزية: Eyelashes) والتي
تحمي العين من الغبار والأوساخ والإضاءة الضارة. ومن الجدير بالذكر أنّ الدموع
تقوم بوظائف تتعلق بحماية العين أيضاً، حيث ترطب العين، وتنظف الغبار، والأوساخ،
والمهيجات الأخرى التي تتجاوز حماية الجفون والرموش، بالإضافة إلى الحماية من
الالتهاب.
كيفية المحافظة على سلامة العين
تلعب صحة العين دوراً مهما في صحة الجسم ككل،
ويعاني الملايين من الأشخاص من مشاكل في العيون كل عام، منها ما يؤدي إلى فقدان
دائم للنظر أو العمى، بينما تكون بعض تلك المشاكل قابلة للتصحيح باستخدام النظارة
الطبية أو العدسات اللاصقة. وهناك عدد من الأمور التي يمكن مراعاتها للمحافظة على
صحة العيون، ويمكن بيان بعضها على النحو التالي:
· لفحص الدوري للعيون: يُعدّ الخضوع للفحص الدوري
للعيون من أفضل الطرق للمحافظة على صحة العين وسلامتها، فعلى الرغم من إمكانية
ظهور العين صحية تماماً من الخارج فإنّه لا يمكن التأكد التام من ذلك إلّا عند
قيام طبيب العيون بفحصها، وبعدها يحدد ما إذا كانت هناك حاجة لارتداء النظارات
الطبية أم لا، بالإضافة إلى ذلك فإنّه قد يلاحظ وجود مشاكل في العين يمكن علاجها
بفعالية إذا تم تشخيصها مبكراً، ومن هنا تنبع أهمية الفحص الدوري للعيون.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك نوعاً من أنواع
فحوصات العيون الذي يُسمى بفحص العين الشامل ويُنصح به عادة للأشخاص من عمر
الستين فأكثر أو أبكر من ذلك للأشخاص الذين لديهم احتمالية عالية للإصابة ببعض
أمراض العيون. وفي هذا الفحص يقوم الأخصائي بوضع بعض القطرات في كل عين لتوسيع
بؤبؤ العين، وبالتالي السماح لكمية أكبر من الضوء بالدخول، ومن ثم رؤية أجزاء
العين بوضوح وملاحظة أي مشكلة أو مرض فيها.
· تناول الطعام الصحي: من الشائع أنّ تناول الجزر
له فائدة تعود على صحة العيون، ولكن هناك العديد من الأطعمة التي تفيد النظر
أيضاً، فقد وجدت الدراسات أنّ تناول الخضار والفاكهة يعزز صحة العيون، خاصة الخضار
ذات الأوراق الخضراء مثل؛ السبانخ. وتجدر الإشارة إلى أهمية العنب في المحافظة على
صحة العيون أيضاً حيث بيّن العلماء في دراسة أنّ الغذاء المحتوي على العنب يحمي
شبكية العين من الآثار السلبية للأكسدة. وهناك دراسات أخرى تبين فائدة
الأوميغا 3 الموجودة في الأسماك من مثل؛ السردين، والتونا، والسالمون، حيث وُجد
أنّها تحسن من التهاب سطح العين والأعراض المرتبطة بتهيج سطح العين في حالات جفاف
العين المتوسطة والشديدة.
· استخدام النظارات الشمسية: تُعجّل أشعة الشمس
المباشرة الإصابة باعتام عدسة العين المعروف بالكتاركت ، ولذلك يُنصح
بارتداء النظارات الشمسية التي تحجب أشعة الشمس فوق البنفسجية، لتأخير الإصابة
باعتام عدسة العين، والوقاية من تلف الشبكية، وحماية جلد الجفن الرقيق من تكون
التجاعيد، ومن الإصابة بسرطان الجلد حول العينين. ويجب الانتباه عند شراء النظارات
الطبية، والتأكد من أنّها تحجب الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100%.
· تجنب التدخين: يتسبب التدخين بزيادة نسبة الإصابة
ببعض اضطرابات ومشاكل العين مثل؛ الكتاركت، وتلف العصب البصري، والتنكس البقعي
، والعديد من الاضطرابات الأخرى. ويمكن طلب المساعدة من الطبيب في كيفية التوقف عن
التدخين.
· اتباع التعليمات الصحيحة عند استخدام العدسات
اللاصقة: يجب الالتزام بتعليمات طبيب العيون بخصوص استخدام العدسات اللاصقة، وقد
تؤدي بعض التصرفات الخاطئة إلى تقرحات في القرنية، وآلام شديدة، وأحياناً فقدان
للنظر، ومن هذه التصرفات:
o وضع العدسات اللاصقة أثناء النوم.
o استخدام الماء أو اللعاب كمحلول مرطب.
o استخدام محاليل ترطيب منتهية الصلاحية.
o استخدام العدسات اللاصقة المخصصة للاستخدام لمرة
واحدة لمرات عديدة.
· الفحص الدوري للسكري وارتفاع ضغط الدم: قد يتسبب
مرض السكري وارتفاع ضغط الدم في حال عدم علاجهما والتحكم بهما إلى مشاكل في العين
مثل: فقدان النظر، والتنكس البقعي، واعتلال الشبكية السكري.
· التحكم بوزن الجسم والابتعاد عن السمنة: حيث تزيد
السمنة من خطر الإصابة بالسكري وبعض الأمراض الأخرى والتي بدورها قد تؤدي إلى
فقدان النظر.
سلامة
العين وشاشات الحاسوب
يؤثر
الوقت الذي يقضيه الشخص في التحديق في شاشة الحاسوب في صحة العين ويزيد من جفافها،
وبما أنّ طبيعة العمل أحياناً تحتّم على الشخص ذلك، فإنّه يجب اتباع بعض التعليمات
للتخفيف من الأضرار على صحة العين،ومن هذه التعليمات:
· ضبط وضعية الشاشة؛ بحيث تكون على بعد ذراع من
العين، وتكون الحافة العلوية لها بمستوى العين أو أسفل قليلاً.
· الرمش بتكرار أكثر من أجل زيادة ترطيب العين.
· أخذ استراحة؛ وذلك عن طريق النظر إلى مسافة بعيدة
لمدة 20 ثانية.
· التحكم في إعدادات الشاشة؛ ليكون الخط أوضح
للقراءة والإضاءة أكثر راحة.
ليست هناك تعليقات: